تقارير وتحليلات

نشر في : 30-01-2025

تاريخ التعديل : 2025-01-30 19:26:16

أحمد جمال أحمد

وفقًا لتقرير جديد للأمم المتحدة، أدى الطقس المتطرف بسبب تغير المناخ إلى تأجيج الجوع وانعدام الأمن الغذائي، وذلك في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في عام 2023.

ووفق "سي إن إن"، يقول التقرير، الذي أعدته بعض وكالات الأمم المتحدة بما في ذلك برنامج الغذاء العالمي، إن الطقس المتطرف أدى إلى ارتفاع أسعار المحاصيل في العديد من البلدان في المنطقة في عام 2023.

وأدى الطقس الحار والجفاف، الذي اشتد بسبب ظاهرة النينيو الجوية، إلى رفع سعر الذرة في الأرجنتين والمكسيك ونيكاراغوا وجمهورية الدومينيكان، في حين تسببت الأمطار الغزيرة في الإكوادور في زيادة بنسبة 32 إلى 54% في أسعار السلع في العام نفسه.

وعلى الرغم من أن التقرير كشف، وفق شبكات الأمان الاجتماعي، عن انخفاض ملموس في سوء التغذية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، فإنه يشير إلى أن أفقر السكان وأكثرهم ضعفًا في المنطقة ما زالوا أكثر عُرضة للمعاناة من انعدام الأمن الغذائي بسبب تغير المناخ، خاصة سكان الريف.

وقالت لولا كاسترو، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، إن "الصدمات أصبحت أكثر تطرفًا، وهذا ما يخلق انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية على نطاق أوسع"، وفق قولها.

واستشهد التقرير بدراسة أجريت عام 2020، حيث ذكر أن 36% من 439 مزرعة صغيرة اختفت في المناطق الريفية في هندوراس. كما شهدت غواتيمالا "انعدام الأمن الغذائي بشكل متقطع بسبب الأحداث الجوية المتطرفة".

وقالت آيفي بلاكمور، الباحثة التابعة لجامعة ميزوري التي درست التغذية والزراعة بين المجتمعات الزراعية الأصلية في الإكوادور: "في المناطق الريفية، لا يملك المزارعون الكثير من الموارد التي تمكنهم من تحمل الحصاد الضعيف".

وأضافت: "لا يتوافر الكثير من الدخل، لا يوجد الكثير من الطعام المغذي، لذا يبيعون ما يستطيعون، ثم يشترون أرخص شيء يشبعهم".

وفي المجتمعات التي درستها بلاكمور، دفع التآكل الناجم عن هطول الأمطار لفترات طويلة المزارعين إلى الزراعة على الأراضي العشبية البكر القريبة.

وقالت بلاكمور: "قد يكون لديهم موسمان جيدان، ثم يستمر التآكل، ويحفرون المزيد، هناك تآكل شديد يحدث؛ لأنهم مضطرون فقط إلى إعالة أنفسهم في الأمد القريب دون أن يتمكنوا من معالجة هذه العواقب طويلة الأجل".

ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الطقس المتطرف، ينجذب بعض المستهلكين نحو الأطعمة المصنعة والأرخص ثمناً، ولكن الأقل تغذية.

ويقول تقرير الأمم المتحدة إن هذا الاتجاه خطير بشكل خاص في أمريكا اللاتينية، حيث تكون تكلفة الأنظمة الغذائية الصحية هي الأعلى في العالم، مع ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال والبالغين بشكل ملحوظ منذ عام 2000.

وقد يكمن أحد الحلول في الأطعمة التقليدية في المنطقة، مثل الكينوا، والخضراوات الجذرية الدرنية مثل الماشوا والميلوكو، وغيرها.

بالإضافة إلى كونها أكثر صحة، قد تكون المنتجات التقليدية قادرة أيضًا على مقاومة أسوأ صدمات تغير المناخ.

وأشارت كاسترو إلى أن "العديد من حبوب جبال الأنديز مقاومة للجفاف بشدة، ونحن نعمل مع مزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة في مناطق مختلفة للغاية مع السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لإعادة هذه الأطعمة إلى المائدة".

وقال كارلوس أندريس غاليغو، الأستاذ المساعد في جامعة فيرمونت، إن الزراعة التقليدية على المدرجات في جبال الأنديز "مرنة بشكل مذهل، فهي تحتفظ بالرطوبة وتحافظ على خصوبة التربة"، ما يجعلها حلا محتملا للأزمة.